
أهلاً وسهلاً بكِ، كوثر. بداية، كيف كانت انطلاقتك في المجال الإعلامي؟
كوثر بن دلالة: أهلاً بك، وشكراً على الاستضافة. رحلتي في الإعلام بدأت بشغف كبير وحب للإذاعة منذ الصغر. كنت دائماً أستمع إلى الإذاعة الوطنية وأحلم بأن أكون جزءًا من هذا العالم. بدأت فعلياً في المجال منذ سنوات، وتدرجت في عدة تجارب إذاعية حتى وصلت إلى تقديم البرامج التي أعتز بها اليوم.

لديكِ تجربتان مميزتان، “ريحة البلاد” و”أصحاب الهمم”، ما الذي يميز كل منهما؟
كوثر بن دلالة: كل برنامج له روحه الخاصة وأهدافه. ريحة البلاد هو جسر بين تونس وأبنائها في الخارج، نحاول من خلاله تقريب الجالية التونسية من وطنها، عبر الموسيقى، الحوارات، والمواضيع التي تهمهم. نحكي عن الحنين للوطن، التراث، وحتى قضاياهم في المهجر. أما أصحاب الهمم، فهو تجربة إنسانية عميقة، يركز على إبراز قصص نجاح ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسليط الضوء على قضاياهم وإنجازاتهم. هو برنامج يمنح صوتًا لهذه الفئة، ويهدف إلى تغيير نظرة المجتمع إليهم
هل واجهتِ تحديات في تقديم هذه البرامج؟

كوثر بن دلالة: بالطبع! الإعلام الاجتماعي والإنساني يحتاج إلى حساسية خاصة، ومسؤولية في اختيار المواضيع وطريقة الطرح. في أصحاب الهمم، مثلاً، كان علينا التأكد من تقديم المواضيع بكرامة واحترام، بعيدًا عن أي نظرة شفقة. أما ريحة البلاد، فالتحدي كان في أن نصل إلى الجالية بطريقة حقيقية تُشعرهم بأننا معهم رغم المسافات.

ما الرسالة التي تحاولين إيصالها من خلال عملك؟
كوثر بن دلالة: الإعلام ليس مجرد نقل أخبار، بل هو مسؤولية اجتماعية. أريد أن يكون صوتي مساحة للأمل، للتغيير، ولإبراز الفئات التي تحتاج إلى الاهتمام. سواء كان تونسيًا في المهجر يحن لوطنه أو شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة يبحث عن فرصة، رسالتي دائماً هي أن هناك أملاً وحياة مليئة بالإمكانيات.
في الختام، كيف ترين مستقبل الإعلام الإذاعي، خاصة في ظل المنافسة الرقمية؟
كوثر بن دلالة: صحيح أن العالم الرقمي غيّر الكثير، لكن الإذاعة تظل لها روح خاصة، لأنها تدخل البيوت والقلوب دون تصنع. التطور مطلوب، والإذاعة اليوم مطالبة بمواكبة العصر عبر البث الرقمي، التفاعل مع الجمهور، واستخدام السوشيال ميديا. لكن في النهاية، يبقى المحتوى الجيد هو الذي يصنع الفارق، وهذا ما نحاول تقديمه دائماً.
شكراً لكِ، كوثر، على هذا الحوار الجميل.
كوثر بن دلالة: شكراً لكم، وأتمنى أن نواصل تقديم إعلام يخدم المجتمع ويصل لكل الناس.
حوار جيلاني فيتوري